الأمن القومى، محصلة مترابطة، من المزايا، والإيجابيات. ليس فقط، الأمن العسكرى، والأمن الاقتصادى، والأمن الثقافى، والأمن الصحى. لكنه أيضا، الأمن «العاطفى»، «النفسى»، الذى يعنى التصالح مع النفس، ومع الحياة، ومع الكون، حيث العقل، والجسد، والنفس، فى وحدة متجانسة متناغمة. هذا الأمن «العاطفى»، هو إحدى ثمرات «الحب» السوى، الذى يسعد الإنسان، ويحلم به، كل رجل، ذى عقل رشيد. وكل امرأة، ذات نفس سليمة ثمرة أخرى، من ثمرات الحب، هى «التواصل» الإنسانى، بين «الذات»، و«الآخر». فمنذ انفصل الإنسان عن الطبيعة، الأم، وهو يشعر بالعزلة، والغربة. ولا شيء، يكسر عزلته، وينهى غربته، إلا سعادة التواصل العاطفى. بالحب أيضا، ينتصر الإنسان على الموت. فمهما تصالحنا مع الموت، تظل فى أعماقنا، أمنية «الخلود»، وأن نظل بعد الموت، «أحياء»، من خلال شخص واحد، على الأقل. وهل الحب، شيء آخر، إلا نهر متدفق من الوفاء، يُبقى ذكرى الحبيب، أو الحبيبة، إلى الأبد؟ الحب، أيضا، يقهر الزمن. فالمحب، العاشق، يظل يرى الجمال، والحيوية، والإشراق، فى «الآخر»، بعد زحف تجاعيد وخطوط الزمن، إلى ملامحه. وعندما تقل حركته، وتكثر متاعبه الجسدية، والنفسية، بسبب الشيخوخة، يظل يحبه، ويستمتع بصحبته، دون ضيق، أو ملل. «الحب»، ليس نزهة خلوية، أو سهرات للرقص، والعشاء. وليس كلمات العشق، والهيام، تحت ضوء القمر. وليس علاقة امتلاك، وتسلط، واستغلال، تنفس عن الإنسان، العُقد النفسية، والاضطرابات الوجدانية. «الحب»، ليس انجذابات جنسية. الحب، مشروع «حضارى»، من الطراز الرفيع. من خلاله، يتعلم الرجل، كيف يصبح أكثر أدبا، ورقيا. من خلاله، تتعلم المرأة كيف تصبح أكثر تهذيبا، وتحضرا. ويتعلم الوطن، كيف يصبح أكثر تسامحا، وسموا، وانفتاحا، وحرية الحب، ثورة، ونهضة المحبين، والعُشًاق، نساء، ورجال، أكثر الناس، استقامة فى الخُلُق. المحب، العاشق، الحقيقى، رجل، أو امرأة، لا يكذب، لا يخدع، لا يتسلط، لا يحقد، لا يحتال، لا يخون. لا أدرى إن كان هناك دولة، كتبت فى دستورها «الحق فى الحب، حق أساسى لكل مواطنة، ومواطن.. وعلى الدولة أن تكفل جميع الضمانات، وتذليل كل العقبات، للحب». السؤال الآن: هل الإنسان، «المحروم» من كل ثمرات الحب، يكون مؤهلا، للتنمية، والتعمير، وبناء نهضة الوطن؟ هل يصلح لأن يعطى «طاقته»، كاملة، للعمل، والإنتاج، وتأسيس نهضة حضارية؟ السؤال: هل نعطى الأمن «العاطفى»، أو الإشباع العاطفى، حقه، واحترامه؟ هل ندرك أهمية الحب، وضرورته، للشخصية السوية، واكتمال احتياجات الإنسان؟ بكل أسف، نحن لا نفهم معنى الحب، رغم أننا محاصرون ليلا، ونهارا، بأغنيات الحب، وأفلام الحب. لكن الواقع «يجرم» الحب، و«يحرم» الحب، كأنه خطيئة كبرى، ورجس من عمل الشيطان، يجب التكفير عنه، وفضيحة نتستر عليها. حتى هذا الحب الذى يحاصرنا، حب مريض، بين امرأة تشتهى الخضوع، متأقلمة تماما، مع المجتمع الذكورى، ورجل، معقد الرجولة، متضخم الذكورة. الحب لديه، إما دونجوانية مريضة، أو احتياج لواحدة، تؤكله، وتشربه، وتلبسه، مقابل الإنفاق عليها. هذا الحب، بالضرورة، يعيد إنتاج منظومة القهر، والذكورة. الحب السوى، هو الحب بين نساء أحرار، ورجال أحرار. هذا هو الحب، الذى يبنى الوطن، نحو التغيير، ويسعد البشر، ويبشر بأجيال جديدة حرة. من واحة أشعارى: أين تكمن فرحة الأعياد؟ فى تناول لحم الخرفان فى صلة الأرحام أنا شخصيا أفرح بوحدتى بكتاباتى وكلما تحرر العبيد من قبضة الأسياد